د. فيصل غرايبة
حظيت بالمثول بين يدي جلالة الملك عبدالله الثاني لأول مرة اثناء الاحتفال المهيب بمناسبة عيد الاستقلال المجيد وذكرى الجلوس الملكي الميمون قبل عامين، عندما تفضل جلالته بتطويق عنقي بوسام العطاء المتميز، تقديرا لدوري في تأصيل الخدمة الاجتماعية وتطويرها في ربوع الأردن العزيز، واليوم في مناسبة جميلة أخرى أحس إن الذهن لا تغادره منجزات هذا الملك القائد، الذي يمثل العهد الهاشمي الرابع، في ربوع هذه المملكة المتينة الذي يقوم بناؤها على أساس الوفاء والود المتبادلين بين الشعب والقيادة. ويتذكر المواطن الأردني في هذا اليو? صاحب العيد ورمز المناسبة، الذي لا يخيب آمال شعبه وأماني أهله. يعانق الكبار ويتحدث إلى الشباب ويربت على الأطفال. يحمل «رسالة عمان» وينشرها في الآفاق، ويتمسك بـ «العهدة العمرية» ويؤكدها في كل الأرجاء، ويحرص على أن يظل الأردن بلد التسامح الديني والإخاء القومي والتواصل الانساني والانفتاح العالمي، وفي الوقت ذاته يجدد الدعوة لدعم الطبقة الوسطى وتعزيز مكانتها في مجتمعنا الأردني الطموح، في إطار العدالة الاجتماعية وتوزيع المكاسب والفرص، وكما حدده جلالته في أن العدل أساس الملك، وبدون ظلم أو تجاوز.
في ذكرى جلوسه العالي يتذكر المواطن الأردني طرح الملك عبد الله الثاني لشعار «الأردن أولاً»، ليكون الأردن الحقل الواسع لأبنائه إنتاجاً وابداعاً وموئلاً لأبناء أمته امانا واطمئنانا، ولا ينسى الإنسان حرص هذا الملك القائد على إجراء الانتخابات وتشكيل مجلس النواب واهتمامه بالتنمية السياسية والمشاركة الشعبية وتشجيعه الشباب ليكونوا فرسانا للتغيير وبتأكيده على أن تكون حرية الصحافة سقفها السماء، ويصمم على تطبيق اللامركزية، قاصدا توزيع زروع التنمية وثمارها وتحقيق المشاركة في كل المحافظات والمناطق.
وإنني لا يمكن أن أنسى في عيد جلوس الملك المفدى أن أذكر رفيقة دربه وقرينته جلالة الملكة رانية العبد الله، التي تقف إلى جانبه وتمشي بخطاها مع خطاه، وفي سعيه لإسعاد شعبه وبناء بلده، وترأس «مؤسسة نهر الأردن»، لرعاية الطفولة وتمكين المرأة وتنمية المجتمعات المحلية، وتدعم أهل الهمة وتطرح مشروع «مدرستي» وتمده إلى بيت المقدس، وهي تحمل رسالة هاشمية إنسانية معطاءة، وتثبت عالميا فحوى الرسالة وبعد الأفق وشمولية النظرة.
كنا في المدارس في إربد يوم الذي أعلن بأن الله عز وجل قد رزق جلالة الملك الحسين وسمو الأميرة منى الحسين بمولودهما الأول - الأمير- عبد الله، كنا في المدارس في اربد وخرجنا بصورة عفوية مسرورين، فقد كان البكر الذكر الأول للحسين وتابعناه وهو يدخل الكلية العلمية الإسلامية، وتزين صورته الورقة الأولى من رزنامتها السنوية وعليها الآية الكريمة» ربي أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق»، ونتذكر أنه عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره وجه إليه والده الملك الحسين طيب الله ثراه رسالة يقول له فيها:«إني أرى فيك شبابي» ثم يسميه وليا ?لعهد الى أن حل اليوم السابع من شهر شباط 1999، الذي تسلم فيه جلالته سلطاته الدستورية، وما يزال يتولاها بحكمة واقتدار.
[email protected]